ليتها دخان متطاير
ما أعظم الإنسان حين يحاول أن يرقى بنفسه ، يتمرس على أن يكون شاشة بيضاء خالِ من الشوائب ، قليل منا من يقبل بواقعه المضطرب .. بأنه يخطئ .. غير مبالي .. متكبر .. وربما يرى نفسه هو الوحيد في هذه الدنيا على صواب وكل المخلوقات من حوله مخطئين
لا جرم أن نخطئ ولكن عيب على ذواتنا أن نفاخر بما نفعله من خطأ .. كأنه حقق انجازا عجز الآخرون عن تحقيقه ، أنا لا أبوح بشيء من الخيال .. ولكن هذا ما يدور من حولنا
تراهم يجيدون فن تبرير الخطأ .. فعندما تسأل هذا عن سبب خروجه عن القاعدة المتعارف عليها .. تجده يجيب بلسان الواثق " فلان يفعل ذلك ، أنتم أناس رجعيون .. عليكم بمواكبه التطور والانفتاح .. انظر لنفسك أولا .. وغيرها الكثير الكثير
إلى متى سنبني حياتنا على أفعال غيرنا .. أليس لكل واحد منا كينونته الخاصة .. لا أحد يحمل وزر أحد ولا احد يعطي انجازه لغيره .. كل واحد منا مجهوده المتميز يلألئ في صفحته الخاصة لا في صفحة غيره ، كذلك كل واحد منا خطأه الذي اقترفه يرسم نقطة سوداء في تلك الصفحة وهنا يكون التمايز .. بين شخص حاول أن يمحو سريعا أثر هذه النقطة بترميم ما حدث ، و آخر يضيف إلى صفحته نقطا أخرى بتكراره للخطأ .. فالأول أخطاؤه دخان تذهب آثاره بسرعة و الثاني أخطاؤه حريق يلتهم ما حوله دون تمييز إلى أن يفكر جليا في إخماد هذا الحريق .
فليت أخطاؤنا دخان متطاير نحاول أن نتخلص منها في اقرب وقت .. لا لشيء إلا لنبني ذلك الإنسان الخالي من الشوائب ، فتخيل نفسك في مجتمع أبناؤه صفحات بيضاء لا تكاد تجد فيهم ما يعكر صفو حياة الآخرين .. أظن هذا من أجمل ما يتمنى كل إنسان قلبه كله خير
اضافة تعليق